كما هي الأمور عادة في الغرب تؤثر الرؤية الأكاديمية على رؤية عموم الناس؛ذلك أن كل شخص يريد معرفة شيء عن مكة أو عن الإسلام سيتجه للمكتبة للقراءة عنها،وسيجد أمامه كتب الأكاديميين ورؤاهم والذي يكون أغلب هذه الكتب قد كتبت عن طريق مفهوم سطحي أو خاطئ للثقافة الإسلامية.
وبالرغم من كل التشويه الذي تعانيه الثقافة الإسلامية وصورة مكة المكرمة الذهنية فهي دائما تبقى في العقلية الغربية نموذجا غير عادي لـ (المدينة الفاضلة) ، ولولا احتقار الغربيين للشعوب الشرقية واعتقادهم بأنهم شعوب متخلفة عن ركب الحضارة الحديثة..الخ، لكان لمكة المكرمة بما تحمله من صورة ساحرة وجميلة مكان رائع في الثقافة الغربية،ولكن لهذا المكان الرائع خير أثر في التعريف بالإسلام والمسلمين وتحبيب الثقافة الإسلامية للعالم الغربي.
لكن"مكة" أبت إلا أن تأخذ طريقها في بلاد الغرب رغم تخاذل أهلها عن ذلك..
فكلمة مكة (Mecca) تستخدم في اللغة الانجليزية بمعنى "المقصد والغاية التي يتوجه إليها عموم الناس"
فيقال: السوق (مكة) الراغبين في التسوق من نوع معين،ولوس أنجلوس هي (مكة) الصناعة السينمائية كما أن سان فرانسيسكو هي (مكة) شركات الانترنت.
واعلموا أن معظم الغربيين الذين يستعملون كلمة "مكة" في حياتهم اليومية لا يعرفون المعنى الأصلي لها،ولذا تجدون محلات كثيرة تحمل اسم "مكة" في الغرب كاسم تسويقي،بل أنه يوجد ملهى ليلي في بريطانيا باسم (مكة) على أساس أنه مقصد الشباب الراغبين في اللهو أيضا يسمي بعض الأمريكيين بناتهم باسم "مكة".
ولا أحد يعرف بالضبط كيف تسللت (مكة) إلى اللغة الانجليزية وأخذ مكانها البارز هذا،لكن الغريب أن كلمة مكة تسللت أيضا للغة الهنود الحمر كاسم،فهو اسم لأحد أكبر قبائل الهنود الحمر ويعتقد الكثير من العلماء والأكاديميين والباحثين بأن تسرب اسم "مكة" لأسماء مدن الهنود الحمر هو أحد الأدلة على أصولهم الإسلامية التي جاؤوا منها ، وعلى معرفة أجدادهم بالإسلام واشتياقهم للأرض المقدسة.
وعموما فـ (مكة) في اللغة الانجليزية أو في لغة الهنود الحمر لا علاقة لها مطلقا بمكة الموجودة في حي هارلم بنيويورك، ذلك أن مكة هناك قد أسست بالفعل لتحاكي "مكة المكرمة" على يد فرقة متطرفة من البلاليين (أتباع اليجا محمد ولويس فرخان) تسمى بـ ( الفايف بير سنتر) أي الخمسة بالمائة، وهي فرقة تؤمن أن الله -تعالى عما يصفون- قد حل في السود.
وقد أسس هؤلاء بيتا صغيرا أسموه بمكة، يجتمعون فيه ويحجون إليه أيضا وتجمع هذه الفرقة عددا كبيرا من المغنيين والموسيقيين والممثليين في أمريكا بمن فيهم الممثلة الأمريكية الشهيرة (كوين لاتيفا) أو الملكة لطيفة والتي مثلت لعدة سنوات في أحد المسلسلات الأمريكية باسم "خديجة".
أرجو أن يكون الموضوع قد أفادكم..