وَعِنْدَما أرَى وَشْمَ وَجَعِي يَرْتَسِمُ بِقَاصِرَتِي تُوْرِقُ الكَلِمَاتُ فِي يَدِي
وَ أشْعُرُ بِجُنُون يُحَرِّكُ قَلَمِي الـ أصَابَهُ الفُتُورْ ,,
فَأكْتُبُ لَهَا وَ مَنْ غَيْرَهَا أصَابَتْنِي بِحُمَّى الكِتَابَةِ .. فَلَمْ أجِدْ مُطَّبْطِبَا
لِقَلَمٍ عَرَفَ طَرِيقَهُ الى حُبِّ الانْتِقَامْ ,,
****
فَأكْتُبْ ,,
مَعَكِ
أَصْبَحتُ كالغَابَةِ المَحْرُوقَةْ
تَرَاكَضَتْ أَبْجَديتِي فِيها
مَعْ فِرارْ الطُيورِ وَصَخَبِ البَرَارِي
وإندَفعْ جُرحِي كَباشِقٍ مَجْروحْ
أَشْعَلتِ فِيه نَارَ الكِبريَاءْ , فَألقَى رَمَادَهُ بالبَحْرْ
****
مَعَكِ ,
أَسْمَعُ عَويلَ اللغَة فِي كُهُوفِ الأَنينْ
وَأتمَرغُ فَوقَ صُخورِ ذِكراكِ
فيصْحُو الذئبَ !
ويُشَارِكَني نَخبَ الأنينْ
****
مَعكِ
كَيفَ أغفِرُ وُجُودَكِ مَعي ؟
وأنَا لا زِلتُ أنزَعُ منْ قَلبِي خِنجرَ الشَوقْ
كَيفَ أغْفِرُ وُجودَكِ مَعِي ؟
وَأنَا مَا زِلتُ أَحفِر وَرَاءَ رَصَاصِة اللهْفَة
أطْلقَتهَا بُنْدُقِيّةُ حُضوركِ فِي صَدري
****
مَعكِ
يَلُفُّنِي طَائِرُ الذِكرَى بِجَنَاحَيْهِ
وَعِنْدَمَا يُصْبِحُ رِيشَهُ كَالسَكَاكينْ
أغمِّدُها فِي صَدري كَشهيدٍ خُرَافِي
ولا أُصَدقْ
كَيفَ انتقلتُ مِن بَحْرِ البُكاءْ
إلى قارةِ الذُهولْ !
****
مَعَكِ
قَرْرَتُ أَنَّ الحُبَّ مُخَطَّطٌ قَمْعِيٌ للمَشَاعِرْ ,
وأنَّ كُلَ رَسَائِل نِزار كَانتْ فَخاً كبيراً
وأنَّ إبتِسَامَة ليْلى العَامِرِيَّة
كَانتْ جُزءاً مِنَ المُؤَامَرَةِ العَظِيمَةِ المَحْبُوكَة لِقَلْبِي
****
مَعكِ
أصْبَحْتُ أَعْرِفْ أَنَهُ
إنْ مَرَّتْ يَدُكِ لِتَحْبُو عَلى صَدرِي
فَعَليَّ أَنْ أنتَبِهَ
ليدكِ الأُخْرَى ..تَتَأهبُ للصِيْد
****
مَعكِ , أدَورُ فِي دَائِرَة النَار
وأَصْرُخُ كأفريقيٍ بِدائي
أَقرعُ طُبولَ أَلمِي
لأردُ عَنِّي شَعْوَذَة اللقاءِ وَنبًوءَة الفُراقْ
****
مَعكِ
اخْتَرَعْتُ مَسْحُوقاً فَاشِلاً للنِسْيَان
كُلمَا رَشَشْتُه فِي ذَاكِرتي
نَبُتَ صَوتُكِ ..كتذكارٍ أبَدِيٍّ للألمْ
****
مَعكِ
أَعُودُ إلى رَحْمِ أُمِّي
لا لأمتَصَّ السَكينةَ مِنْ حَبلِها السُرِّي
بَلْ لأسقُطَ مُضْرَجاً بِذكرى حُبَكْ القَادِمْ !
****
وَتْعْتَقِدِينَ بِأنِّي تَعِبْتُ أو أرهقْتُ أوْ نَفِذَتْ كَلِمَاتِي ,,
وَفِي الحَقِيقَة .. كلُّ حَرْفٍ يُزَوِّدُنِي طَاقَة وُيُرْشفُنِي شَغَفَا ,,
لأكْمِلْ ,,
****
وَفِي هَجْرِي !
تنزِفُ مَلامِحُكِ , حَتى أفقِدُ الشَبهَ
بينَكِ , وبينَكِ الأَمسْ !
وأَستَصرُخُكِ ,
مُتوَرِّداً بالنَدمِ والخَيبة
وَيَصُمُّنِي صَوْتُ ذِكْرِى
يَتَسَلَّقُ جِدَارَ صَمْتِ
لِيُلَوِّحَ لِي
بوداعٍ سِرِّي مَعْ حُزمَة أزهارٍ وحشية ~
****
تَغيرتِ كَثيراً .. !
وهَا أَنذا أَشْهَدُ تحولّكِ المُثيرْ ,
مِنْ شَرنَقةٍ للحُرية , إلى بُومةٍ جَميلة
وتَغيرتُ أنا أيضاً كثيراً
وهَا أنتِ تقرئينَ عَليَّ السَكِين
فِي مُستَهلِ نَعْوَتِي
فَهنيئاً لِمخَالِبِك
تسْتَرخِي فِي لحْمِي ,
وَهَنيئا لِشَرَاسَتكِ , تُيقِظُ فِي البُكاءْ !
وَلَم أنْتَهِ بَعْدْ .. وَلَكِنْ خَوْفِي مِنْ اصْدِقَاءٍ لِي فِي العَذْبِ أنْ يَمَلُّو لإطَالَتِي ..
فَأكْتَفِي ,,